قصة غريبة مشهورة بأراضي اليمن البعيدة منها و القريبة , عن القاضي صالح أبي الرجال الذي كان له و لد واحد لا غير , فلما شبّ الولد و أراد أن يختنه صنع له وليمة عظيمة ,ودعا لها الرجال و النساء أياما .
فلما كان يوم الختان و كان الولد نائما اذ خرجت عليه من جدار البيت حية فلسعته فمات لوقته .
و اطلعت والدته على هذه الحال فأرسلت إلى والده سرا وقالت له: لو أودع إنسان عند إنسان وديعة إلى اجل معلوم , ثم جاء ذلك الرجل و طلب أمانته فهل له أن يأخذها أم يمنعه منها ؟
فقال لها : لايجوز منعه من اخذ و وديعته .
فقالت له : فان أخبرتك بان الله تعالى قد اخذ وديعته التي أودعنا إياها , و أخبرته بالقصة فلم يجزعا و حمدا ربهما و طلبا من فضله العوض , ولم يحضر لمن حضر شيئا من الحزن والكدر إلى انقضى ذلك اليوم بالفرح و السرور , ثم غسلا ميتهما و دفناه .
فما مضت إلا أيام قلائل حتى حملت امرأته , فلما آن وقت وضعها ألقت شيئا كالكيس فشق و خرج منه أربعون ولدا بقدر الشبر , فلما و قعوا على الأرض فنبتوا قليلا قليلا في يومهم ذلك إلى أن صاروا على قياس الطفل المولود بعون الملك المعبود .
فأخذهم المراضع و أرضعنهم . فأصبحوا أربعين رجلا كلهم فضلاء أدباء .
و هذه القصة ليس فيها شك ولا لبس و هي ببلاد اليمن مشهورة اظهر من الشمس و الله على كل شي قدير , و بالإجابة جدير .
و لهذا كنى أبوهم بابي الرجال و الأمر لله الكريم المتعال